الاثنين، 11 يوليو 2016

طارق رضوان يكتب- رحلة الى عالم الشيطان

الماسونية لغة: لفظ مشتق من كلمة (Mason)، ومعناها البنَّاء، ويضاف إليها كلمة (free) ومعناها حر، فتكون (freemason) أي البناؤ وهم يرمزون بها إلى البنَّاء الذي سيبني هيكل سليمان، والذي يمثل بزعمهم رمز سيطرة اليهود على العالم. ليس للحركة أدبيات كثيرة تحظى بشرعية علمية يمكن للباحثين الاعتماد عليها في الفهم والتأريخ للنشأة والتكوين.
الماسونية اصطلاحاً: لها تعريفات منها:
1_ أنها منظمة سرية يهودية إرهابية غامضة محكمة التنظيم، ترتدي قناعاً إنسانياً إصلاحياً، وتهدف من وراء ذلك إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم، وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد، وجلُّ أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم يوثِّقهم عهد بحفظ الأسرار، ويقومون بما يسمى بالمحافل؛ للتجمع، والتخطيط، والتكليف بالمهام.
2_ وعرفها بعضهم بأنها: أخطر تنظيم سري إرهابي يهودي متطرف، يحتوي على حُثالات البشر؛ من أجل السيطرة السياسية والاقتصادية والثقافية في كل أنحاء المعمورة.
يقال إن بداية تأسيس الماسونية تعود إلى عام 44 ميلادية على يد أحد ملوك الرومان ويدعى هيرودس أكريبا، بمساعدة مستشاريه اليهوديين حيران أبيود وموآب لامي.
وفي بداية تأسيسها كانت تسمى القوة الخفية ثم بعد سنوات غيرت اسمها إلى "البناؤون الأحرار".وبعض الماسونيين أسسوا تنظيم "فرسان الهيكل". وفرسان الهيكل تشكيل عسكري بني على أساس ديني شارك مع الصليبيين في محاربة المسلمين، والفرق بينهما أنَّ الصليبي كان يأتي لمدة عام أو نصف ثم يغادر، أما فرسان الهيكل فقد أتوا إلى فلسطين بنية البقاء حتى الموت. ويقولون إنهم مسؤولون فقط أمام "أستاذهم الأعظم"، وإن هدفهم الأول هدم المسجد الأقصى، حيث يعتقدون أنه بُني فوق ما يصفونه بهيكل سُليمان.
وبمرور الوقت أصبح فرسان الهيكل أكبر الملاك في الأراضي الفلسطينية المقدسة، وصارت لهم سفن وأسلحة، وأجهزة استخبارات، وطوَّروا أساليب سرية للاتصال والتعارف.
وفي عام 1292م أخرج المسلمون الصليبيين ففقد فرسان الهيكل أساس وجودهم.
ثم خافهم البابا كليمونت الخامس لأسباب غير واضحة فانقلب عليهم، وبدأ رسم الخطط لاستصالهم فدعا أستاذهم الأعظم جاك ديموليه إلى باريس وبالتعاون مع الملك فيليب الخامس تم في أكتوبر/تشرين الأول عام 1307م اعتقال فرسان الهيكل في فرنسا، حيث صُودرت أملاكهم، واقتلِعت جذورهم، ودخل من بقي منهم تحت الأرض.
فتعلم زملاؤهم في بريطانيا الدرس واختبؤوا، وتحولوا بعد ذلك إلى ما يسمى البنائين الأحرار الماسونيين، وقد بنى هؤلاء أول محفل ماسوني في العالم، وكان ذلك في إنجلترا عام 1717م.
الماسونية وجمعية الإتحاد والترقي : 
وفي الذاكرة القريبة للعالم العربي والإسلامي توجد علاقة واضحة -كما يقول أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية الدكتور حسان حلاق للجزيرة- بين الماسونيين ومؤسسي جمعية الاتحاد والترقي في تركيا التي لا تزال جذورها ومبادئها حتى اليوم متجذرة هناك.
ويؤكد الأكاديمي اللبناني أنه من خلال المراسلات التي كان يرسلها السفير البريطاني في إسطنبول إلى وزارة الخارجية البريطانية يتضح بشكل جلي الارتباط الكُلِّي الوثيق بين الماسونية والحركة الصهيونية وبين اليهود وبين "الدونما"، (هم من اليهود الذين دخلوا الإسلام علانية وبقوا على يهوديتهم سرًّا)، وبين جمعية الاتحاد والترقي. ويستدل على ذلك أيضا بأسماء الذين شاركوا في ثورة عام 1908م ضد السلطان عبد الحميد الثاني وبحادثة الخلع، فيقول إن الذي حمل فتوى الخلع للسلطان عبد الحميد في قصر "يلدز" هو المحامي اليهودي الماسوني عمانوئيل قرصوه وهو الذي أسس محفلاً ماسونيًّا من أهم المحافل الماسونية في الدولة العثمانية.
ويختتم الدكتور حلاق حديثه بالقول إنه من دلائل الارتباط الوثيق بين الصهيونية والماسونية أن السلطان عبد الحميد عندما خلع عن العرش نُفي إلى سالونيك -وهي مدينة يونانية كانت تابعة للدولة العثمانية آنذاك- التي يتمركز فيها الماسونيون ومحافلهم، ويمنع على الدولة العثمانية أن تدخل إلى هذه المحافل الماسونية لأنها كانت تتمتع بالحماية الدولية، وقد حرص الماسونيون واليهود والدونما والصهاينة على أن يُحجز السلطان عبد الحميد الثاني في فيلا "الأتينيه" وهي فيلا لشخص يهودي ماسوني يدعى رمزي بيك.
(1) والماسونية مذهب فكري هدام، وحركة من أخطر الحركات التي أفرزتها عقلية اليهود الحاقدة لإحكام قبضتها على العالم وحكمه وفق إرادة اليهود ووفق مخططاتهم الرهيبة للقضاء على أديانون الأحرار. تعتبر مصر أول دولة عربية تعرف الماسونية، حيث دخلت إليها عام ١٧٩٨ مع الحملة الفرنسية، وتم حظر نشاطها رسمياً عام ١٩٦٤، وذلك عندما رفض المحفل الأعظم تقديم تقرير بنشاطه إلى الحكومة المصرية. وكتب المفكر الإسلامي محمد عمارة عن ارتباط نوادي الليونز والروتاري الاجتماعية بالحركة الماسونية، وأنها سمح لها بالعودة لممارسة نشاطها في ثمانينات القرن الماضي فقط.
مبنى المحفل الأعظم للماسونيين الأحرار في انجلترا هو مبنى مهيب. كل أبوابه الكبيرة مغلقة. فقط باب صغير جانبي مفتوح. له حارس يرتدي بدلة حمراء. يعطى الشارات المخصصة للزوار وعندما تصعد إلى الطابق الثاني حيث المكتبة والمتحف. بالطبع هناك ما يمكن زيارته في هذا المحفل المهيب.
الطابق الأول له ممرات طويلة مليئة بالأبواب المغلقة. الرموز الماسونية مزخرفة بكثافة في السقف ولكنها غير موجودة على الجدران. المكتبة ليست كبيرة وهي مليئة بالكتب والصور التي تتحدث عن أبرز الشخصيات الماسونية في التاريخ البريطاني الحديث والقديم. رياضيون وفنانون وأمراء وسياسيون وعلماء. لم نر من بينهم صعاليك. فالماسونية ليست جماعة شعبية تسعى لنشر رسالتها، وإنما جماعة انتقائية تسعى لضم النابهين فقط. وهي لا تعترف بعضوية النساء. فقط الرجال!
المتحف. قاعاته أكبر قليلاً من قاعات المكتبة. في المدخل طاولة عليها كتاب الماسونية المقدس وهو مفتوح. وخلف الطاولة كرسي محفور عليه علامات الماسونية. والى جانب الكتاب أدوات عليها إشارات الماسونية ومن بينها مطرقة تشبه مطرقة القاضي. ، مليء بالملابس الخاصة التي يرتديها أصحاب الرتب المختلفة في الحركة الماسونية عندما يكونون داخل اجتماعٍ رسمي للمحفل. إلى جانب قطع القماش الموشاة بخيوط ذهبية وفضية عليها رموز تمزج شمساً مضيئة مع عين وهرم ونجمة داوود. 
المدهش هو الكم الكبير من الرموز الدينية اليهودية الموجودة على الأواني والشمعدانات والسيوف والخناجر الفضية الموجودة في المتحف. هناك أيضاً كلمات مكتوبة بالعبرية على الكؤوس الفضية التي يشرب منها أعضاء الحركة خلال طقوسهم داخل المحفل. كما يوجد أيضا “الشوفار” المستخدم في الطقوس الدينية اليهودية ولكن منقوش عليه رموز ماسونية.و”الشوفار أو (شوفاروت) هو أحد الأدوات الطقسية التي يحتفظ بها في الكنيس. وهو قرن كبش، يُنفخ فيه في صلاة الصباح أثناء الشهر الذي يسبق عيد رأس السنة العبرية (روش هشانا) وفي يوم العيد نفسه، وفي يوم الغفران (يوم كيبور).”
كنت قد قرأت حواراً مع الممثل الراحل كمال الشناوي وهو يحكي قصة انضمامه إلى الحركة الماسونية في مصر. حكى أنه قيل له إن الماسونيين سوف يفتحون له أبواباً من الشهرة والمجد لن تفتح لغيره. حكى أيضاً أن الماسونيين لهم طريقة ما في المصافحة بحيث يستطيعون التعرف على بعضهم البعض. أرفق مع الحوار صورة لكمال الشناوي وهو يقسم على كتاب موضوع على طاولة وخلفها كرسي يجلس عليه العضو الأهم في المحفل. وفي الصورة يظهر إلى جانب كمال الشناوي، الممثل الراحل زكي طليمات.
وهناك من كتب أن من أبرز من انضموا إلى الحركة الماسونية المصرية من الفنانين كمال الشناوي وزكي طليمات ويوسف وهبي ومحمود المليجي. بينما أبرز من انضم إليها من الشخصيات السياسية كان سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس وأحمد ماهر باشا ومحمود باشا النقراشي وبطرس غالي باشا وإدريس بك راغب، مؤسس النادي الأهلي. ومن أمراء الأسرة العلوية، ولي العهد الأمير محمد علي “الصغير”، والأمير عمر طوسون، وقبلهم الخديوي توفيق. أما أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الانضمام فهم المفكر الإسلامي جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، والمرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين المستشار حسن الهضيبي، والمفكر الإسلامي سيد قطب، والذي كتب افتتاحية مجلة المحفل الماسوني”التاج المصري” لعدة سنوات. وقد كتب عن عضوية الهضيبي الشيخ محمد الغزالي في كتابه”ملامح الحق”، وقيل أن هذه العضوية كانت من أسباب تركه الجماعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...