السبت، 9 يوليو 2016

حسن مكرم يكتب - دراسة نقدية للاعمال الدرامية برمضان

و مضي شهر رمضان .. و مرت أيامه المعدودة سريعة متلاحقة .. 
فهل احترم الإعلام شهر رمضان .. !!
أم أن مهرجان المسلسلات و البرامج التي لم تراع حرمة هذا الشهر المبارك كانت كما كانت دائماً أبعد ما تكون عن احترام هذا الشهر العظيم .. !!
من تابع عدداً من مسلسلات رمضان صدم من كمية التفاهة .. 
و تضييع وقت المشاهد .. آسف إنما أقصد سرقة وقته بكم هائل من السطحية في التأليف .. و الهشاشة في التمثيل .. و التحرر في الإخراج ..
هذا ناهيك عن كمية الإعلانات الرهيبة .. التي تتخلل المسلسلات و البرامج بكل وقاحة و كأنه يجبرك علي مشاهدة الإعلان ما دمت وقعت في فخ متابعة أي عمل سواء كان برنامج أو عمل درامي في مقابل 10 دقائق متابعة للعمل 20 دقيقة إعلانات متكررة. 
و هكذا يتكرر الحال كل رمضان .. فبدلاً من أن يكون شهر رمضان مهرجاناً للطاعات وسباقاً لكسب الحسنات .. و التقرب إلي الله بتلاوة القرآن .. يتحول إلي مهرجان لمتابعة الأعمال الدرامية التافهة التي لا طائل من ورائها ولا هدف و لا فكر و لا حتي حرفة .. 
و أنا لست ضد تقديم أعمال في شهر رمضان سواء درامية أو برامجية .. و لكن مع أن تكون هذه الأعمال هادفة .. سواءً من ناحية التأليف العميق .. والإخراج القوي .. و الأفكار الجديدة غير المستهلكة .. و علي أن تكون هذه الأعمال متنوعة ..
لا أقول دينية فقط تعرف أطفالنا و شبابنا أمور دينهم .. و تلقي الضوء علي رموزنا الاسلامية من أصحاب المصطفي -صلي الله عليه و سلم - و أخلاقياتهم و معاملاتهم ليكونوا قدوة للأجيال الجديدة في السماحة و حسن الخلق و الكثير من الفضائل التي كدنا نبتعد عنها ..
و إنما أقول دينية .. و اجتماعية .. تتناول واقع الناس و أحوالهم المعيشية و تقوم علي طرح أفكار لحل مشاكلهم .. مثل مشكلة البطالة .. تأخر سن الزواج عند الجنسين .. سذاجة الفكر .. أمية الثقافة .. انتشار الفقر .. الغلاء .. تفشي العنف و العنف المضاد في المجتمع .. و غيرها و غيرها من مشكلات ..
و أيضاً أعمال كوميدية .. تساعد علي إدخال البهجة و الفرحة إلي بيوتنا دونما إسفاف أو تجريح لأحد.
و من حظي بمشاهدة مسلسل { هي و دافنشي } هذا العام يستطيع أن يحكم عليه بأنه من أقوي المسلسلات التي ناقشت قضايا مهمة شائكة قام المؤلف { محمد الحناوي } بفتح ملفاتها بحرفية شديدة .. و قاد العمل باقتدار يحسب له المخرج { عبد العزيز حشاد } و هذا ما يجعلني أستطيع أن أقول أنه من أقوي الأعمال التي استطعت متابعتها في هذا الشهر الكريم .. و لا أدعي أنه أقواها لأنه لم يتسني لي بالطبع متابعة كل الأعمال .. و من هنا أوجه تحية خاصة لآداء النجم { خالد الصاوي } و النجمة التي تؤكد علي نجوميتها في كل عمل تقدمه لجمهورها الكبير { ليلي علوي } .. و علي الجانب الآخر تابعت مسلسل { الأسطورة } الذي لم يختلف كثيراً عن غالبية أعمال { محمد رمضان } التي اشتهر بها .. و هي أدوار البلطجة .. و بالرغم أنه أجاد في التمثيل إلي حد كبير .. إلا أن التأليف به سقطات كثيرة لم تقنع المشاهد و المتابع الجيد المثقف .. فتتابع الأحداث غير منطقي .. و لم يستطع المؤلف و المخرج الوصول بالعمل إلي نهاية واقعية .. و خاصة منذ قتل الاسطورة لزوجته بعد شكه في خيانتها له .. ناهيك عن الأحداث الغير منطقية .. و المسلسل في مجمله لا يحمل فكرة و لا هدف .. و قد ندمت علي متابعتي له كناقد .. فهو أضعف من أن يتابع .. و نختم بمسلسل { مأمون و شركاه } الذي أعتقد أنه من أضعف ما كتب { يوسف معاطي } .. و عادل إمام فيه كتب نهاية سيئة لتاريخه الطويل الحافل بالأعمال .. فهو مسلسل لا محل له من الإعراب فلم يحوي فكرة قوية تشفع له و إنما أتي من كل بستان زهرة .. و ياليتها أحسن زهرة بل أسوأها .. و قضايا المسلسل جميعها أغضبت كل من تابعها .. لتحاملها الشديد علي الدين الإسلامي في شهر الدين .. لحساب الأديان الأخري.. فلا احترام لمشاعر الناس .. و لا مراعاة لحرمة الشهر الكريم .. شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ .. و أقول لعادل إمام - كما قالها غيري .. وداعاً عادل إمام .. فلم تعد نجم بعد هذا المسلسل.
وكل عام و حضراتكم بخير .. و رمضان دايماً بالخير يجمعنا.
--------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...