الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

حكاية المهره والخيال


حكاية المهره والخيال 
----------
كانت إحدى جميلات المهار تسير ما بين حقول الربيع اليانعة الثمار ....وأزهاره تكسو الربوع ببساط الألوان وأريج الزهر والريحان ...إنها المهره ذهب ....وقد ذهبت بلُب خيالها المغوار ....شمس النهار ...تختال فى مشيتها وتحرك غرتها ...إعجاباً بجمالها ...وتثبيتاً لحسنها ودلالها ....تخطو فى بعض خطوها بأنغام موسيقى الخيال 
وفى بعضها تسرع كبرق يضرب الجبال ...وبينما هي فى نزهتها ....ترامى الى سمعها صوت ناى قادماً من بعيد فأسرعت تسابق الريح وكلما اقتربت راقها الصوت الجميل يتغنى بجمال مهرة لها نفس الخصال ...وبينما هى تمضي فى عدوها إذا بها ترى صاحب الناي الشادي إنه هو ذاته شمس النهار خيالها المغوار يتغنى بحسنها وجمالها فيقول: 
حكايتك أيه ياروح الروح
معايا ياروحي فين مابروح
وقلبي لما دق ومال
خطف قلبك وقال دا حلال
دا رمشك رفة الموال
وقلبك حكْيّه كله دلال
ومين قدك ياشاغله البال
ياروحي أنتِ مالكشي مثال
كانت ذهب تستمع الى شمس النهار وقد كست الحمرة وجنتيها ...ولكنها كانت تتراقص فرحاً على نغمات صوت شمس النهار مغرداً ونايه يعزف ألحان الحنين والهوى لمحبوبته ومهرته ذهب التى بحسنها عقله ذهب ...وبعد صهيلها الطويل فرحاً بلقاء محبوبها الأصيل طارحته الغناء بصوتها الغنّاء فقالت :
المهره ذهب 
ياروحي ياواحة الموال
يارنة عود ..ياصوت كروان 
ومين للمهره دي خيال
غير الفارس طويل البال
يقول عني متين موال
واقوله كمان ....يقول دا دلال
ومين يحلاله دلالي قال
دا انا مهره ماليشي مثال
عيوني قمره في ليل سيال
وشعري للهوا مرسال
ومين يحلاله دلالي قال
دا انا غنوه في ميت موال 
وانا اللي عمري ماروح م البال
أصولي كلها آصال
أصيله والأصول أجيال
وحظي فى السما مكتوب 
وم المكتوب مافيش مهروب 
وإن كان النصيب مكتوب 
فحظك في السما ياخيال 
أنصت شمس النهار لمهرته المحبوبة بقلبه قبل سمعه وهو يتأملها بحب وحنان وهى تتدلل عليه وتتمايل يمنة ويسره ....ثم انطلق مغنياً لها ومنشداً فى حسنها ودلالها فقال: 
شمس النهار 
يامُهره ياحته من قلبي
ياساكنه الروح 
وأمتى الروح تكون جنبي
دامين غيرك تروح روحي
وإيه ذنبي .........
غير اني عاشقك 
ياعمري........
عيونك ساكنه موالي
وحبك هو راسمالي
وأنتِ حياتي ومماتي
يامالكه القلب 
والنني.......
وحين انتهى شمس النهار من العزف والغناء ...انخرطت المهرة ذهب في البكاء ...وأقبلت عليه تلثمه بغرتها وتتمايل فتداعبه بشعراتها وانطلق صهيلها بعذب الغناء يتردد صداه في الأنحاء ليصل الى مداه عند مسامع الفارس الهمام ...حبيبها المغوار ...شمس النهار 
المهره ذهب 
حبيبي ياروح بتملكني 
وفيها بادوب واروح مني 
دا قلبي دقته عندك 
وقلبك دقته عندي 
وروحي تروح وتوصلك
دا مهما بعدتِ ياقلبي 
هاكون فى حماك واكون ضلك
ومهما القلب عنفني
وكان لومه بيألمني
هاكون عقلك ...واكون قلبك
ولك روحي.........
وهيَ أغلى شيئ عندي
وحينها أخذ شمس النهار يربت على عنق مهرته الأصيله ....مداعباً لها بحنان ....مردداً لها أجمل ماقيل وقال من أغان الحب والأشعار ....وانطلقا سوياً عبر الغابات يمرحان ...يغنيان ....يردد الصدى صوت الحنان رائعا رنان 
يعبر على الجداول والأفنان فتتمايل له الأشجار والأزهار ويوقظ النيام ....وتلك قصة الفارس الهمام شمس النهار ومهرته الأصيلة ذهب صاحبة الآصال
ليلى فوده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...