الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

لة ( رياح شيطانية ) فاعيروني انتباهكم ....الكاتب / عاطف عبد الله

لة ( رياح شيطانية ) فاعيروني انتباهكم .......
( هو رجل متوسط الطول يميل جسمه الي البدانة تجاوز الثمانية والخمسين من عمره أصلع الرأس مستدير الوجه تكاد رأسه تغوص بين كتفيه من شدة قصر عنقه الغليظة ...ويبدو في عينيه السوداوين خبثا ودهاء وميوله عدوانية الا أنه سياسي بارع يستطيع قلب الطاولة علي كل منافسيه بعبقرية مذهلة وله من البراعة في الحديث ما لا يدانيه فيها أحد ....من جمال طلاوته وحلاوته ...متزوج من ناهد هانم الصديقة الحميمة لفريدة هانم والتي لا تفارقها في ناديها تمارسان فيه نشاطات عديدة منها الرياضية ...والاجتماعية ..والثقافية ...كما أن رواد النادي من السيدات ...هن أيضا رائدات مجتمع ...ولزهير من الأبناء اثنين من الذكور ...الأول وهو يسري الطالب في السنة الثانية في كلية الشرطة .....أما الابن الثاني فهو صلاح وهو طالبا في السنة الاولي في كلية الطب .....لكن يسري ضابط المستقبل ...كان أقربهما من شخصية ابيه في دهائه وحبه لنفسه وللمال ...أما صلاح فله شخصية مستقلة ومعتدلة ومختلفة عن أبيه وأخيه ...كان زهير ينظم بنجاح مابين عمله كأستاذ لعلم جراحات القلب ..في كلية الطب ....وتكريس مجهوده الأهم لمشفاه الذي بناه علي أسس علمية متطورة وأمده بكل الوسائل الطبية المتقدمة ...دخل الدكتور حسين محفوظ منكسرا علي أستاذه في مكتبه ....فنظر اليه من أسفل نظارته صامتا ...حتي أمره بالجلوس قائلا بغضب : 
-- ايه اللي عملته ده يا دكتور ؟ !! انت اتجننت .!!! عارف هويدا بالنسبة لي تعني ايه ؟ والدها صديق حميم ...وأمها أيضا ...وهم جيراني ولو كانت صعدت الأمور لهما ...وعرفا بفعلة سيادتك كان زمانك مرمي في السجن !!! لكن علي العموم أنا قدرت أقنعها وأطفي نار الغضب في داخلها نحوك وسوف أسدي لك نصيحة :
رفح حسين راسه الذي كان مطأطئا وهو يستمع لكلمات الدكتور زهير وأجاب : 
-- اتفضل انا سامع حضرتك باهتمام 
-- اذا أردت أن تحب ...فلا تعشق الا من طينتك !!!!
سكت بعدها زهير ...عندما لاحظ أنه كان قاسيا عليه في فحوي هذه النصيحة العنصرية البلهاء وتفحص حسين الذي كان يبادله بعين دامعة بغزارة لمجرد سماعه تلك الكلمات الملعونة ورد عليه : 
--- قصدك ايه يا دكتور زهير ؟ وهل أنا من طين وهي من الماس ؟!!!...ليه كدة ؟ ليه القسوة والكبر ...دا احنا كلنا من طينة واحدة ....
قاطعه زهير وهب واقفا وقال في غضب وهو يضرب سطح المكتب بكفه في شدة وحدة : 
--- لأ موش من طينة واحدة ..موش من طينة واحدة ياعم حسين ...مجتمعنا ظالم ...فاسد ...اصبح مجتمع مادي راسمالي قاسي ... جاحد ....اللي معاه فرش يساوي قرش واللي معاه جنيه بيساوي جنيه ...هههه واللي معاه دولار بيساوي دولار ....عرفت قصدي من كلامي لك 
--- ايوة بس ربنا رب قلوب ...والتقوي هيا .....
يقاطعه بحدة قائلا بسخرية : 
-- قلب ايه وتقوي ايه ..ياحبيبي خلاص هذا المجتمع مجتمع كافر ...لا يؤمن بالقيم والمثل العليا اللي انتة عايش فيها ..انت واهم ....اي انسان اصبح يحقق احلامه في ايامنا دي بالواسطة ...وان ما كانشي له ظهر ها ينضرب علي بطنه ....ها يتفرم ....ها يتداس تحت الأقدام 
قاطعه حسين قائلا :
-- انا مندهش انا موش مصدق نفسي من اللي باسمعه من استاذي وقدوتي واملي في الحياة 
اقترب منه زهير وهو مايزال قابعا علي مقعده ..ثم ربت علي كتفه وقال في حسرة : 
--- انا اعلم انك تعشق هويدا منذ زمن وعارف انك صادق في شعورك لكنها للاسف لاتصلح لك لانها تربت وترعرعت علي انها من جنس اخر لاينبغي لهم ان يختلطوا بالجنس الفقير الذي ما زال الطين عالقا بثيابهم وسيظل ...ابتعد عنها انها في غاية السود 
--- حاضر للاسف يبدو اننا عدنا الي عصور العبيد من جديد 
شوف ياسي حسين اريد ان انهي حديثي معك بسرعة فقد جاءتني هويدا وانت تعرف انها كانت تشكو منك ومن فعلتك السوداء ..أنا أريد منك الان وعدا قاطعا في هذه اللحظة قبل ان اخرج للذهاب الي المريض اللي حالته سيئة في عنبر الجراحة ...وهو أن تدفن حبك لتلك الفتاة المتعالية في قبر قلبك الذي لن تفتحه ابدا !!!
--- وهل اصبحت قلوبنا قبورا ؟!!!
التفت اليه وهو يرتدي البالطو الابيض الخاص به 
--- نعم للاسف ياحسين ...انا اشعر بالمرارة التي في داخلك ....ولكن للاسف يجب ان يكون قبرا تدفن فيه احساسك عندما تتعامل مع الظالمين ...سلاما ...لم اسمع وعدك ...
-- أعدك استاذي ...أعدك ان أدفن حبي في قبر قلبي لكنني لن ادفن كرامتي وانسانيتي ابدا 
نظر اليه زهير مبتسما وهو يفتح باب مكتبه وهما يغادرانه معا ...سنري سنري ..ثم افترقا ............................................................................................................
( عفوا اصدقائي نكتفي بهذا القدر اليوم علي وعد باللقاء غدا بمشيئة الله تعالي في الحلقة العاشرة فالي اللقاء ) 
تحياتي لكم من القلب 
الكاتب / عاطف عبد الله 
.............................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...