الاثنين، 13 فبراير 2017


قصة المارد العجيب
بقلم الاديب الكاتب / أحمد عبد المجيد
في تلك المنطقة الفقيرة،كان يسكن هذا العامل البسيط مع زوجته وأمه وأبنائه في هذا المنزل البسيط الذي استأجره من مالكه ،وقد أصابته ضائقة مالية ، فعلم بها صاحب المنزل .
وكان كل يوم أثناء عودته من العمل يجد صاحب المنزل واقفاً له يطلب منه الإيجار مقدماً مدعياً أنه يمر بظروف صعبة لدرجة أن هذا العامل قد مل منه .
فكان يخرج من عمله ولا يذهب إلى المنزل مسرعاً بل يجلس في مقهاً قريباً من عمله ليستريح من العمل ويبتعد عن وجه هذا الجشع .
وفي أحد الأيام ، أثناء وجود العامل في عمله كانت زوجته تشاهد مشهدًا رائعاً للرائع الراحل الفنان الكبير إسماعيل يس وهو يمسح الفانوس الذي بيده فيخرج منه دخاناً كثيقاً ثم بعد ذلك يخرج المارد ليلبي طلباته فتمنت أن تحصل على هذا الفانوس لتمسحه ويخرج لها المارد وتطلب منه أن يحل أزمة زوجها المالية .
في هذه اللحظة تذكرت أنها لم تعد الطعام لزوجها . فقامت مسرعة ووضعت مقلاةً على النار وصورة المارد لاتفارقها ثم وضعت كمية من الزيت لكنها من كثرة تفكيرها في المارد نسيت الزيت وما به على النار ،ومن سوء حظها أن حماتها قد ذهبت لزيارة بعض أقاربها وستمكث عندهم عدة أيام ،فامتلأ البيت بالدخان وكان هذا وقت عودة زوجها إلى البت وكان أيضاً هذا الوقت هو الذي ينتظر فيه صاحب هذا المنزل العامل ليطالبه بالأجرة .
فلما لم يجد العامل قد عاد ووجد دخاناً كثيفاً يملأ منزله ظن أنه يحاول الانتحار بسبب تلك الضائقة ، فقال لنفسه لا بد أن أسرع إليه لأنال أي مبلغ معه من الإيجار قبل موته .
فأخذ يطرق الباب فلم يرد عليه أحد فكسره وأسرع بالدخول فلم تشعر الزوجة إلا وصورة شخصٍ أمامها كأنه شبح ففرحت وظنت أنه المارد ، فقالت له: أيها المارد الكريم أريد منك أن تزودنا بمبلغٍ من المال لنخرج من ضائقتنا المالية التي نحن فيها ، وبالطبع لم يستطع المالك أن يرد عليها لأن الدخان كان كثيفاً وأصابه باختناق جعله غير قادر على الرد .
فقالت : مالك أيها المارد الأحمق لماذا لا تنفذ أمري وانهالت عليه ضرباً بعصا كانت بجانبها .
وفي تلك اللحظة كان الدخان قد زال بسبب كسر هذا الرجل للباب وكان قد استرد بعضاً من قواه وصاح أعلى صوته سباً لها وكاد أن يعتدي عليها بالضرب لولا تجمع الناس فمنعوه كل ذلك وهي من هول ما حدث صامتة لاتتكلم وأصيبت بصدمة مؤقتة فأخذه الناس إلى الشرطة وقالوا أنه كسر الباب واعتدى عليها من أجل الإيجار وأخبر الجيران جمعيات حقوق الإنسان وأيضاً كل الجمعيات النسائية التي يعرفونها ، وتم الحكم على هذا الرجل بانتقال ملكية هذا العقار لهذه الزوجة ومبلغ من المال مع إصلاح التلفيات التي حدثت في المنزل وبعد فترة أفاقت تلك الزوجة وتذكرت الواقعة ورأته يسير أمامها في الشارع فابتسمت وقالت مارد اليومين دول ميجيش إلا بالضرب والحبس والعين الحمرة.
بقلمي / أحمد عبد المجيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...