الأربعاء، 8 فبراير 2017


قصيدة بعنوان " عندما يُخطئني الموتُ ... "
للاديب الشاعر : أحمد بوحويطا أبو فيروز 
عندما يُخطئني الموتُ أُهنئني و أقولُ 
ماتزالُ هناكَ قصيدةٌ أُخرى 
فلي في عينيكِ ما يكفي منَ البراءةِ 
لكي يبقى حنيني إليكِ على قيدِ الحياةْ ‍
مُعافى ، أرجوانيَّ الإشارةِ ، سماويَّ البشارةِ 
أشمُّ فيهِ وشمَ يديكِ الخُزاعيتينِ 
فهو أشدُّ غوايةً من رائحةِ البنِّ صباحاً 
أطلُّ منهُ على ألمي ، رأيتُ شبحي يهرولُ خائفاً 
رأيتُ صومعةً نامتْ على ظلها ... طارَ الحمامْ
عندما يُخطئني الموتُ أعاتبني وأقولْ 
كانَ يمكنُ أن لا أغبطَ طيورَ البجعْ 
و هي تغادرُ موطنَها 
إذا لم يهبها غيرَ الوجعْ 
كان يمكنُ أن لا تكونَ أيها الحبُّ مزمناً 
و أن لا أكونَ مدمناً على وجعِكْ 
كان يمكنُ أن نقتسمَ فائضَ فَيْءِ الصنوبرِ
و ابتسامةََ بائعةِ الجِعَةِ بالتقسيطِِ و نسألَها 
هلِ الكمانُ أشدُّ كفراً و نفاقاً أمِ النايْ ...!
و نحن ذاهبانِ إلى ليلنا الخاصْ 
سيعفيني وجهكِ من ضوءِ القمرْ 
لأقولَ في عينيكِ قصيدةً بلغةٍ لا تقالُ بالكلامْ
عندما يُخطئني الموتُ أُهنئني و أقولُ 
لي غرناطةُ الحلمُ المتألمُ المتكلمُ 
بسبعِ مفرداتٍ منتقاةٍ بأمر اللهْ 
و لي غصةٌ في علمٍ في شامةٍ 
تربعتْ على خدِّ الشامْ 
و زواجلُ لاستفسارها في رحلةِ الصيدِ 
و لي حقوقُ تأليفِ المعلقاتِ وحَصانةُ الحصانْ 
و قمرٌ فضيٌّ يحرسُ غيبتي في الخيامْ
عندما يُخطئني الموتُ يُخجلني
كلما وبختُ وجعي ذكرني بأندلسي 
فأخجلُ منْ بكاءِ صفصافةِ حينا علينا
و يخجلُ الخجلُ منكِ و مني 
حينما تخطئُ يداكِ في كتابة إسمي 
فأنتِ من أعدَّ لجرحي متكأً و أوقدَ النرجيلةََ 
و أعدتِ عقاربَ الحبِّ للبدايةِ 
و صلبتِ حذاءَ حريتي 
فكيف تنجو بجلدِها من شبحٍ يلاحقُها في المنامْ ...!
و مازالَ الموتُ يُخطئني و أنا أُهنئني 
مادامَ لفرحتي وقتٌ لكي تجهشَ بالبكاءْ
و مادام لي أقولُ متسعٌ في القصيدةِ 
لكي أبني ورشتينْ
ورشةً لمناقشةِ أسبابِ القيامةِ 
و أخرى لتحسينِ نسلِ إناثِ الحمامْ
قبلَما يَجيئني الموتُ بأقلَّ من قصيدتينِ 
أو أقلُّ قليلاَ
إذا رأيتَني قالَ في أقاصي حلْمكَ عابراً 
فانتظِرني ريثما أُنهي خلافي معي 
قلتُ و بعدْ ، قال حتماً سأعودْ 
يا موتُ قلتُ لا تكنْ قاسياً
إنكَ تؤلمني و أنتَ تَحقنُ جسدي بالعدمْ 
لا تكنْ أنانياً ، أعدني لأم الغرائزِ
قلبي نسي مهنتهُ ، سمعتهُ يهذي ...
أدخلوا زرقاءَ اليمامةِ كي تودعني
و بعدها خُذوا فرسي ، خُذوا كلَّ جهاتي 
فقط أعيدوني إليَّ ، أعيدوني إلى زمني 
قالَ هيتَ لكْ 
- بعد صرخةِ الإقامةِ و زفَّةِ القيامةِ - 
لقدْ هيأتُ لكْ ... متكأً من شرشفِ الغمامْ .
أحمد بوحويطا أبو فيروز 
% المغرب %

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...