الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

طفل عربي


طفل عربي
أنا يا سيدي طفل عربي
عرفتها من لهجتي ولغتي
وأحقاد قتلتني لأهل ملامحي 
لا اعلم كم مضى من عمري
ولا اعلم أأنا سوري أم عراقي
أم من أي مصر من الأمصار بيتي
كان لي بيت على تله
بجوار جارتنا الطيبة أم قمر
وكان لي أب وأم وأخوة خمس
كنا نلعب في أمان 
تحت قنديل الحارة
وفي الصباح عدت من مدرستي
لم أجد أمي ولا أبى ولا بيتي
ولا جارتنا الطيبة أم قمر
وضاعت كتبي وكشاكيلي
تحت حطام وأنقاض منزلي
وأصبحت كفنا ملطخة بالدماء
لأشلاء جيراني وأخوتي
وجارتنا الست أم قمر
ولم يعد لي أحد يؤويني
فقد مات الجميع وضاعت هويتي
وألان أعبر الصحراء وحدي
تجاه الحدود أبحث عن سكن
بيدي زجاجة ماء وكسرة خبز
فهل سيدي ترك البشر
مكان أمن يكون لي وطن
وإن وجدت مأوى ووطن
فكيف العيش دون أبي
وأمي وأخوتي وجارتنا 
الطيبة الست أم قمر
أليس العيش بدونهم وحدة
حتى إن وجدت مأوى ووطن
ففي الحروب تموت البيادق
دفاعا عن كرسي الملك
وهل هذه حرب لا أدري
فالحرب تكون دفاعا
عن عرض أو وطن
وحرب إبادتنا هذه ليست 
إلا دفاعا عن كرسي الملك
فلنموت نحن ويحي الملك 
فاقتلنا ودمر الإنسان والأوطان
وعيش حياة الرغد والهذيان
عيش لقيطا دون
شعب أو أهل أو وطن
طارق صابر عبدالجواد
مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...