الجمعة، 9 نوفمبر 2018


لوعة الهجير
للاديب / عبدالرحمن بكرى
*********************
ملَكْنــــا الـــــودَّ حتى صـــار فينـــــا ... وفيـضُ العشقِ يومـاً كان يكفينــا 
فمــاذا حــلَّ منكــم بعـــد ذا الصفـــا ... جُرعْنـــا الضيـمَ غـرْساً مستبينــا
وذقْنــــا المـــرَّ من بعْـــــدِهِ شقــــاءاً ... فمـــا أوفى لنــــا ذكْرى ليالينــــا 
فـــإنّْــا بالصبـــــابةِ نصطلى مـــــن ... رحــــابِ الخـــلِّ لوعـــةً تدمينــا 
********************************************
وما ليـــلى بهـا هــادٍ ولا عصوفْ .... ولا عشقى جفـــاهُ كان مــوصوف
على أسْتــــارِ هجْـــرهـا وىْ كأنّى .... إذا مــا هـــالنى صيّـرْت مكشوف
فليتكَ يا خليـلى فى الهـوى رؤوف .... فـــإنّى فى هـواك غدوتُ ملهـوف 
فأنّــــا لى بيـــــومٍ أعبــــــر المنى .... وأعُلى مذهبى بنـواصى العطـوف
******************************************
الا تـــذْكرْ نسيـــمَ الفجــــرِ يــــــومً .... بـأغصانَِ العبيـرِ يلـــفُّ يسرينــا
ألا تـــــذْكرْ ليـــالى فى شتــــــــــاءٍ .... رطيـبٍ بالحنيـنِ الــدفئُ مـوفينـا
وهل تـــذكر عنــاقيـدَ الكرومِ كــــمْ .... بـدتْ حسْنً يجـوبُ سنـا تلاقينــا
فهــلْ لنــــا بأيّــــامٍ نعيــــدُ بهــــــا .... شتــاتَ الشوقِ بالأنغــامِ تشدينـــا
******************************************
فقـــد كنت الــوعى للقلب مـــرشدا .... فتزجى فى الفـــؤاد الــودَّ منشــدا
وكنت الحلــم بالليــــلِ الــوديع فى .... فـــراشٍ نـــاعمٍ يسرى معربــــدا 
وكنــــت السكْنَ لفــــــــؤادٍ شَرُودٍ .... رمى بـــالشوق غــــــمٍّ للعـــــدى
وكنت الشهْد للـــروحِ الجديب من .... خصيبٍ قــد علا بالحصْد شاهـدا
*****************************************
أيا ذا إن أردْتَ من الجفى مزيــــدْ .... لأعطينـــاكَ غــــايةَ مــا تريـــــد
ولو شئتـــم لأهـدينـــاكَ شوقـــــــاً .... فمــرْ إن شئتَ عذبــاً قــد يفيـــــد
ولكنَّ الَّــــــذى أبــــغى منــــــــالاً .... رفاقـــــاً لا يفارقْنـــــا مريــــــــد
فلسْتُ بمن يزنـــــزنُ كالبـرايـــــا .... فــــؤاداً دامَ عشقــــهُ لا يبيـــــــــد
*****************************************
دروباً من جفى المحبوبِ سرنــا ... على الاشـــواكِ لا نشكــو مأقينـــــا 
الا ينسابُ فجـــراً بعـــد غســـقٍ ... مضى يجفــو قنـــاديـلَ العاشقيــــنَ 
يكبٌّ لاعقــاً دمــعَ الحشا جـهـراً ... فمــا أبـقى لنــــا لومــــاً يـواسينــــا 
كفى يا قلبُ قهراً هتك أوصـالى ... عــلا فـوق النفوس غــدا يجازينــــا
******************************************
خليلي ما فنى من جفـــــاءٍ كثيـر ... وسيـلُ الدمــعِ فى عينى كالهديــــر
فقد دار الزّمـــانُ بنــــا مهـرولا ... فمـا أوفي لنــا وأضْحيتُ أستجيــــر
مضى متزيّنــاً من كلِّ عيــــبٍ ... ولكنّى ذبيـــحٌ سفْــكَ من غديـــــــــر
فإن أشكــو فخـــلى ودَّ لـــو شكا ... لبعـد المنتــدى ولُعـاعــةَ الهجيــــر
**********************************
للاديب / عبدالرحمن بكرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...