الأحد، 11 نوفمبر 2018


نغم الهجير
********
للأديب / عبدالرحمن بكرى 
**********************
ملكنــا الـــودَّ حتّْى فى الصدور فصـــار يدنينـــا 
وفيـــض العشق يـومـــاً مـــا سلى وإن تناسينـــا 
فمـــاذا حـــل منكــم بعـــد ذا الصـبِِّ فتبلينـــــــا 
جرعنــا الضيم غـــرساً منسلاً يجرى مــأّقينــا
وذقنـــا المـــرَّ من بعــــده شقــاءاً كان سابينـــا 
فمـــــا أوفى لنـــا ذكــــــراً ومـا كان حامينـــــا 
فـــإنّْـــا بالصبــابـة نصطلى نــــزْف السباقينـــا 
بلــوعات الأسى جمــر اللهيــب روى مريدينــا
أمـــا كنت الـــوعى للقلـب تـــرشدهُ أراضينـــا 
.فتــــروى بالفـــؤاد بـــوار ودٍّ فى صحارينــــا 
وقــــد كنت الــرؤى بالليـــل جـــــمّ المحبّينــــا 
وديـــعً فى فــــراشٍ نـــــاعمٍ يسرى ليــالينــــا 
وكنــت السكْنَ لفــــــؤادٍ شَرُود خــلى المجلّينــا 
رمى بـــالشوق غــــمٍّ للعــــدى بجوار نادينـــا 
وكنـــت الشهْــد للـــروحِ الجديب كمن يواسينا 
خصيــبٌ قـــد علا بالحصْــد يرقى بالمنيبينـــا
ألا تـــذكرْ نسيـم الفجـــر يـــومً كان يسرينـــــا 
بـأغصان العبيـــر يجــــول سما ينـــادينـــــــا
ألا تـــذكر لقانــــا فى ليـــالِ شتــــا يدفّينــــــا 
رطيـــبٍ بالحنين الـصرْفِ داعبنا ويضنينـــا
وهـل تــذكر عناقيـــد الكروم وكم تــلاهينــــا
بــدتْ حسْنً يجـــوب هوى غروبٍ بتلاقينـــا
فهـــل لنــــا بأيّـــــامٍ نعيـــد بهـــا تَدَاوينـــــــا
شتـات الشوق بالأنغـام نبْـع الوصْلِ يشدينـــا 
خليلي مــا فنى من هجــر كان منـــك يشقينـــا 
وسيـلُ الدمــعِ فى عيــــنى هــديــــر يدمينـــــا 
فقـــد دار الزّمـــانُ بنــــا تعِسْ مقفـر يداهينـا
فمـا أوفي لنــا وضْحيتُ أستجيــــر هادينــــــا
مضى متزيّنــاً من كلِّ عيــــبٍ كان يـؤذينــــا 
ولكنّى ذبيـــحٌ سفْــكَ دمـــــهُ غـدر غـازينــــا
فـإن أشكــو فخـــلّْى ودَّ لـــو يشكو مراسينـــا
لبعـد المنتــدى ولُعـاعــةَ الغـربـه يشاكينــــــا
*************************
عبدالرحمن بكـــــرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...