الخميس، 22 نوفمبر 2018

نغـــم الهجيـــر 
*********

للأديب / عبدالرحمن بكرى 
**********************
ملكنــا الـــودَّ أجلى فى الصدور فصـــار يدنينـــا 
وفيــض العشق يـومــاً مـــا خلى دوماً يصافينـــا 
فمـــاذا حـــلَّ منكــم بعـــد ذاك الصـبِْ فتبلينـــــا 
جرعنــا الضيم غـــرساً مرسلا يجــرى مــأّقينــا
وذقنـــا المـــرَّ من بعــــده شقـــاءاً كان يكـوينـــا 
فمـــــا أوفى لنـــا ذكــــــراً ومـا أربى بحامينـــا 
فـــإنّْـــا بالصبــابـة نصطلى نــــزْف المغيرينـــا 
بلــوعات الأسى جمــر اللهيــب روى مريدينــا
أمـــا كنت الـــوعى للقلـب تـــرشدهُ أراضينــــا 
فتــــروى بالفـــــؤاد بـــوار ودٍّ فى صحارينــــا 
وقــــد كنت الـــرؤى بالليـــل جـــــمّ المحبّينــــا 
وديـــعً فى فــــراشٍ نــــــاعمٍ يسـرى ليــالينــــا 
وكنــت السكْنَ لفْــــــؤادٍ شَـرُود خــلى المجلّينــا 
رمى بـــالشوق غــــمٍّ للعــــدى بجــوار نادينـــا 
وكنـــت الشهْــد للـــروحِ الجديب كمـن يواسينـا 
خصيــبٌ قـــد عـلا بالحصْــد يـرقى بالمنيبينـــا
ألا تـــذكرْ نسيـم الفجـــر يــــومً كان يسرينـــــا 
بـأغصان العبيـــر يجـــول بثْنــاءٍ يحــاشينـــــــا
ألا تـــذكر لقــانــــا فى ليـــالِ شتـــــا يدفّينــــــا 
رطيـــبٍ بالحنيــن الـصرْفِ داعبنــا ينــادينــــا
وهـل تـــذكر عناقيـــد الكروم وكـم تــلاهينــــا
بــدتْ حسْنً يجـوب هوى غروبَ تــلا تلاقينــا
فهـــلّْ لنــــا بأيّـــــامٍ نعيـــد بهـــا تَـــدَاوينـــــــا
شتـات الشوق بالأنغـــام نبْـع الوصْــلِ يشدينـــا 
ومــا ليـــلى بهـا هــادٍ ولا عصفــاً يحــازينــــا
ولا عشقى جفـــاهُ كان مـــوصـوفٌ ينــاجينــــا
على أسْتــــارِ هجْـــره وىْ كأنّـــا قــد تلاشينــا
إذا مــا هــالنى بهـواه صرت فــدْواً يزكّينــــــا
فليتــكَ يــا خليـلى فى الهـوى أَنْــدَى تفادينـــــا
فـــإنّى فى هــواك رجــوتُ خـلْـداً فى أسامينــا
فأنّــــا لى بيـــــومٍ أعبــــــر المُنيـــه بوادينـــــا
وأعُـلى مـذهبى بصبـابـةٍ تــزهى نـواصينــــــا
أيـــا ذا إن أردْتَ من الجـفى توفيــرَ يخزينـــــا 
لأعطينـــاكَ غــايــــةَ مــا تريـــدُ دواء يشفينـــا 
ولـــو شئتـــم لأهـدينـاكَ شوقـــــاً قـــد يساوينــا 
فمــرْ إن شئتَ عذبــاً قـد يفيـــد لهيــبَ يضنينــا 
ولكنَّ الَّــــذى أبــــغى منـــــــالاً جـالَ يوصينــا 
رفاقـــــاً لا يفارقْنـــا مريــــــــدً جـاب يصلينـــا 
فلسْتُ بمن يزنـــــزنُ كالبـرايـــا من يبــاهينــــا 
فــــؤاداً دامَ عشقــــهُ لا يبيــــــــد ولا يقاضينـــا
دروباً من جفى المحبوبِ سرنــا كى يراعينــــا 
على الاشـــواكِ لا نشكــو بعــاداً جــبَّ يفنينــــا 
الا ينسابُ فجــــرٌ بعـــد غســـقٍ هــلَّ يمسينــــا 
مضى يجفــو قنـــاديـلَ الهوى بالعشقِ مخزينــا 
يكــبٌّ لاعقــاً دمــعَ الحشا جـهـــراً ليــورينـــــا 
فمــا أبـقى لنــــا لومــــاً وجهـــراً دام يسنينـــــا
كفى يــا قلبُ قهــراً هتْـــكَ أوصـالى يـلاقينــــا 
عــلا فـوق النفوس غــدا بـوهنٍ بـاقِ يسقينـــــا
خليلي مــا فنى من هجــر كان منــــك يشقينـــا 
وسيـلُ الدمعِ فى عيــنى هـديــراً صار يدمينـــا 
فقـــد دار الزّمـــانُ بنــــا تعِسْ مقفــر يداهينـــا
فمــا أوفي لنـــا وضْحيتُ أستجيــــر هادينــــــا
مضى متزيّنـــاً من كلِّ عيــــبٍ كان يـؤذينـــــا 
ولكنّى ذبيــــحٌ سفْــكَ دمـــــهُ غــدر غـازينــــا
فــداك الـــروح يـا بسْمَ الحياةِ وغصْن يغوينــا
فيـزجى فى الفــؤاد شذا نَضيــر رَقِيَ أمانينــــا
فمــاذا بعْـدُ يــا صبًّ تملّكَ السُبْـــلَ يقصينـــــا
أمـــا أّانَ الأوان فترتضى مبـــغى مساعينــــا
فــإن أشكــو فخـــلّْى ودَّ لـــو يشكو مـراسينـــا
لبعـد المنتـــدى ولُعـاعــةَ الغـربــه يشاكينــــــا
*********************
عبدالرحمن بكرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...