الأحد، 30 يوليو 2017

هجاء منافقا ....للاديب : عبدالرحمن بكرى

كل اليراع تهشمت اسنانى ... فعلمت ان العمر محض ثوانى
وقد انحنى ظهرى وشابت لحيتى ... وعلا وجيب القلب فى الخفقان
فذكرت شوقى يوم صاح مغردا ... الذكر للانسان عمر ثانى
ولقد اهاب بى الصحاب لأن افى ... حق القريض بطيب الالحان
فأجبتهم اهجو اجابو واتئد ...او سوف تمسى صاحب الجرذان
فصرخت بل فلأهجون منافقا ... وشرعت ممتشقا ذباب سنانى
قالوا فمن تهجو اجبت تمهلوا ... ولتحذروا منذ الذى ادمانى
قالوا فصفه لنا اجبت مراوغا ... فلتبحثوا بحديقة الحيوان
هو من ذوات الحافرين لتحذروا ... بين الحمار مقامه وحصان
قالو فزدنا منه قلت لتسمعوا ...وتحملوا ما تسمع الاذنان
يا لئمى لاتعذلن فى سبه ... فالسب بعض المدح للشيطان
لا تخدعنك دموعه وبكائه ... فالذيب والتمساح ينتحبان
لأب كريم انما من امه ... موتور جد مذ قديم شانى
صهيون يكلأه بعين يهو وهل ... فى بطن ام يخدع الثقلان
ولقد اردت هجاءه لكنه ... عف القريض مطهر الاوزان
ولذا اكتفيت من القريض بحفنة ... كانت لدى عشر من الاخوان
منها النسى وبينهم من قد خبا ... نجما وراح البعض فى النسيان
فذكرت بيت قصيدة ابن لقيم ... فى سالف الاعصار والازمان
فى مثلة اذ قال ويحك لو ترى ... ماذا علا شفتيك والاسنان
لا تشترو عبدا بغير عصا له ... فالعبد مجبول على العصيان
وكذا نرى المتنب يحذو حذوه ... فى ذم كافور عصى عانى
فالعبد يقرع ان علمتم بالعصا ... والحر يكفيه الملام الحانى
وكذا جرير كان ينشد هاجيا ... ابوى خصيم كيله كيلان
فلإن طعنت فانت لست بذى غنى ... ولئن طعنت تصاغر الابوان
وكذاك قد صاح الفرزدق ثائرا ... يابن المراغه انت محض مهان
ولغيره لما تبدى وجهه ... للقابلات نكصن باستهجان
وكتمن ضحكات بدت فى خفيه ... بل قلن قول الحق للوثنان
ياليتنا لم نخرجنه وليتنا ... فى فرجها لم يدخل الكفان
وجرير اخرى قال فى ابياته ... فى قدح خصم وهو فى الاعيان
اخزى الذى سمك السماء بناءكم ... فبدا بناءكمو بشر مكان
وبسابع اقعى وقال مبكتا ... يهجو الفرزدق قال منذ زمان
انى انقضضت من السماء عليكمو ... حتى اختطفتك فابق فى القيعان
والثامن الموتور صاح محذرا ... سيفل سيفى سيف كل جبان
والشافعى يقول فى ابياته ... فاسمع امام العلم والايمان
لو كنت حرا من سلاله طاهر ... ما كنت هتاكالستر الوانى
ويقول ليس الذئب يأكل مثله ... واكلت من صحب ومن خلان
وختامه مسك بقول عاشر ... لم اردر من وتزلزل الثقلان
اذ قد اسال دم الشحيح بنظمه ... ذبحا ولكن ذبحه بلسان
ذبح البخيل بحده ومودجا ... اياه اذ القى بخير بيان
قوم اذا ما استنبح الاضياف كلبهمو عدوا بالوا على النيران
بل يحبسون البول ضنا منهمو ... بالبول فاختزلوا ليوم دانى
من هؤلاء ومثلهم يالائمى ... سطر الرواه سمات ذاك الجانى
ومضت مقاطعهم لتروى خزيهم ... بين الظعين وثله الركبان
فأجبتهم سيجب نصلى نصلهم ... سأفوز رغم القهر بالإحسان
لا بارك الرحمن فيمن قد عدى ... فالذنب فى يوم اللقاء اثنان

عبدالرحمن بكرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتيتك راجيا للأديب / عبدالرحمن بكرى محمد ............. إذا للوصالِ أيــــا فــؤادى تُسائـــله .... فلستُ أرى غيــر الحبيبِ تــــواصل .فمن ...